الكبريت
لفت ذات يوم الكبريت نظر يوسف، وياخوفي منه إذا لفت نظره شيء هكذا فحتما سيجربه،
فاستحضرت روح المنتسوري ^_^ وعَدَّدت في نفسي ماذا سيتفيد من إشعاله الكبريت؟!
· تقوية
عضلات أصابعه الدقيقة من خلال مسكه للكبريت ومحاولة إشعاله، وهذا تمهيد لمرحلة الكتابة.
· سيتعلم
المثابرة من تكرار محاولاته في إشعاله.
· رؤيته
لمشهد اشتعال رأس الكبريت ثم زحف النار إلى أسفل بسرعة مخلفة سودا، مشهد تأملي استمتع
بها كثيرا.
· تعلمه
متى وكيف يطفئ الكبريت.
وإلى جانب فلسفة المنتسوري شيئا قرأته في كتاب (العلاج
السلوكي للطفل ) عن شكوى أم من ابنها في مشاكل كثيرة من ضمنها كثرة أخذه الكبريت دون
إذنها مما أدى إلى عدة حرائق، فكان من ضمن علاج هذا السلوك أن أحضر له الطبيب علب كبريت،
ثم علمه كيفية الاستخدام، وقواعد الأمان وتركه يشعل، فأشعل علبتين ثم ثلاثة ثم مل، وجاءه في اليوم الثاني فأشعل بعض العلب ثم مل، وبعد ذلك قدم له الكبريت فأعرض عنه.
وبالفعل أنا أعلم من يوسف ابني أني مهما نهيته عن استخدامه وحذرته فسيظل يحاول
إشباع رغبته منه، فهُديت لإشباعها بطريقة سليمة.
ولكن كان هناك قواعد لهذا النشاط:
· لابد
وأن أكون موجودة في المكان.
· لايكون
إلا في مكان واسع على البلاط.
· هناك
طبق يضعون في بقايا الكبريت .
· نتعلم
كيف نطفئ نار إذا اشتعل شيء.
وهكذا ظلوا يلعبون بها وقت جيدا، ومع الوقت
قلت رغبتهم في إشعاله أيضا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق