في بيتِكِ دينٌ
البيت مملكة صغيرة، ليس هذا تعبيرا رومانسيا فقط بل هو واقع، مملكة قامت على
يد شخصين بنياها بكل ما أوتيا من قوة، يمهدان عيشة كريمة لوافيدها الجدد، فيأتي الصغار
فيضعا أبويهما لبِنة فوق لبِنة لبناء شخصيتهم، تأتيهم ضربات من الخارج، وصراعات من
الداخل، فيجاهدان في صدها وتحصينها.
وتوفير جو نفسي مريح للأطفال وبيئة إسلامية أفضل ما يقدمه الوالدان، ونشأة الطفل
على عقيدة صحيحة عملية ليحى ويتعايش بها لهو الفوز العظيم.، ويسعيان بجهد لإعداد أولادهم
لملاقاة العالم، الجو السائد فيها هو السلام والصفاء، حتى وإن أبرقت المشكلات وأرعدت
فهذا في موسم واحد في السنة سرعان ما ينجلي، والدستور الحاكم هو القرآن مهما شطا أو
تجاوزا فمَرَدُّ كل من في البيت إليه.
في رأيي ومن خلال نشأتي في بيت وبيئة ملتزم ومخالطة أصناف التيار الإسلامي أننا
مصابون بلوثة علمانية في تربية أولادنا، من دون قصد وبحسن نية نحن من نفصل جزئيا دينهم
عن دنياهم، نحاول توجيههم في اتجاه واحد للعلوم كالعلوم الدينية فقط، مع أن قيام
دولة إسلامية قوية يتطلب
علما واسعا في الدين للحكم، وعلما متقدما لصناعة الحضارة والعمران.
وأيضا كان الاهتمام بتحفيظ
القرآن شديدا، ولكن كان قرآنا لا يتجاوز تراقينا لا يمر على عقولنا ولايلامس
قلوبنا، أهم شيء الحفظ وليكن ما يكون، شيخ يضرب بعصى غليظة، وأسلوب سيء لايهم!
فهكذا التحفيظ، وحفظ كذلك آباؤنا، وأنا ضد هذا تماما وعانيت منه شخصيا إلى أن من
الله علي بحب كتابه عندما لم يجبرني أي شخص عليه.
حسنا فهل وجدوا أثرا أن
النبي صلى الله عليه وسلم نَهَرَ أحدا من الصحابة لأنه
لم يحفظ القرآن؟! وهل وُجِدَ أثر عن التابعين؟! عن عبد الله بن عمر:: " لَقَدْ عِشْنَا بُرْهَةً مِنْ
دَهْرٍ وَأَحَدُنَا يَرَى الْإِيمَانَ قَبْلَ الْقُرْآنِ، وَتَنْزِلُ
السُّورَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَتَعَلَّمُ
حَلَالَهَا وَحَرَامَهَا، وَأَمْرَهَا وَزَاجِرَهَا، وَمَا يَنْبَغِي أَنْ نُوقَفَ
عِنْدَهُ مِنْهَا، كَمَا تَعَلَّمُونَ أَنْتُمُ الْيَوْمَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ
لَقَدْ رَأَيْتُ الْيَوْمَ رِجَالًا يُؤْتَى أَحَدُهُمُ الْقُرْآنَ قَبْلَ
الْإِيمَانِ، فَيَقْرَأُ مَا بَيْنَ فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ، وَلَا
يَدْرِي مَا أَمْرُهُ وَلَا زَاجِرُهُ، وَلَا مَا يَنْبَغِي أَنْ يَقِفَ عِنْدَهُ مِنْهُ
وَيَنْثُرُهُ نَثْرَ الدَّقْلِ " رواه الطبراني في الأوسط، قال الحاكم وقال : صحيح على شرط الشيخين،
ولا أعلم له علة ووافقه الذهبي أنظر : المستدرك على الصحيحين 1/35
والدقل : بفتح الدال المهملة بعدها قاف مفتوحة وهو رديء التمر ويابسه ، انظر : (النهاية لابن الأثير 2/172
وقال الحسن البصري( إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله، وما تدبر آياته إلا باتباعه، حتى إن أحدهم ليقول ( لقد قرأت القرآن فما أسقطت منه حرفا) وقد – والله – أسقطه كله ما يُرى القرآن له في خُلُق ولا عمل).
والدقل : بفتح الدال المهملة بعدها قاف مفتوحة وهو رديء التمر ويابسه ، انظر : (النهاية لابن الأثير 2/172
وقال الحسن البصري( إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله، وما تدبر آياته إلا باتباعه، حتى إن أحدهم ليقول ( لقد قرأت القرآن فما أسقطت منه حرفا) وقد – والله – أسقطه كله ما يُرى القرآن له في خُلُق ولا عمل).
في الأصل ماذا لو حببنا أطفالنا في ذات الله ، وحببناهم في رسول
الله وكل ماجاء عنه،
نمهد طريقا لتقبل مايأتي عن الله أو عن رسوله، وهذا لايحدث في ليلة وضحاها بل يستغرق أعواما، وبعدها نشجعهم على حفظ كلام الله دون إجبار، نتفنن في إيجاد طرق للتحبيب،
نتوسل في الدعاء أن يشرح الله صدورهم للقرآن، نصلح أنفسنا لصلاحهم، والله –عزوجل-
كريم يجيب من صدق، وهناك تدوينة " تحت الإعداد " خاصة عن تحفيظ القرآن.
و تربينا أيضا على دراسة العقيدة وأسماء الله الحسنى دراسة أكاديمية، نذاكر
كتابا ثم نمتحن فيه وانتهى الأمر، أحيانا تلتقط أروحنا تأثرا لحظيا أثناء شرح
الدرس وينتهي الأمر.
نحتاج إلى ربط الطفل بأسماء الله كي يتعبد
بها، عندما يستصعب عليه أمر يتذكر المعين فيدعو به ويطلب عونه، وإذا رأى ما يثير
دهشته يتذكر المبدع، إذا كان في موقف يتطلب الأمانة يتذكر الرقيب فيحسم موقفه،
وإذا كان في كرب يتذكر السميع البصير، يتذكر الجبار إذا انفطر قلبه من أحدهم، وإذا
رأى
العقد ينفلت من بين يديه فيستعين بالمهيمن وهكذا.
فإليك بعض النصائح العامة لخلق جو إسلامية في
المنزل سنفصلها لاحقا –إن شاء الله-
1-
منذ ميلاد صغيرك اجعلي
الخلفية السمعية لبيتك هي القرآن، مفيد جدا من الناحية اللغوية، فضلا عن جوه
الإيماني، ويساعد بعد ذلك في سهولة حفظ
القرآن لكثرة ما مر على أذنه.
2- في سن مناسب كلميه عن
الله، وعن خلقه أنه خلق السموات والأرض وغيرها، وعرفيه أن كل شيء حلو في حياته فهو
منه.
ذكريه إذا استصعب عليه شيء يتذكر القوي الذي خلق كل هذه
السماااء، سيساعدك أنت يا صغيري إذا طلبت، فينشأ قويا بالله
3- حاولي أن تجعلي رد فعلك
في بعض الأمور من كلام الله أو قول عن رسول الله مثلا، أراد أن يحمل شيئا قولي(
استعن بالله ولا تعجز)، رفع صوته ذكريه (اغضض من صوتك)، التسمية عند الأكل أقول له
الحديث كاملا كأني أوجهه إليه ( يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك) في
أول الأمرأحتاج
إلى شرح الحديث أو الأية ولكن بعد ذلك لا أقول إلا لفظها.
4- أهدي له مصحفا خاصا به،
وعطريه له وقدميه بطريقة جذابة كأنك تحضرين إلى عزيز عليك هدية.
5- قدر الإمكان حاولي أن
تجتمع الأسرة كلها في جلسة القرآن، ولتكن مرة في الأسبوع، لمدة عشر دقائق، تتلون
سويا سورة واحدا، تعبقونها بدعاء لكم وللمسلمين، وأحضان دافئة للجميع.
6- إذا أتيحت لك فرصة كي تتصدقي وصغيرك معك، فاسمحي له أن يتصدق
أيضا.
7- إذا صنعتم شيئا حلوا فلا
تنس إعطاءك جيرانك منه كي تعلم طفلك الكرم، أو عند زيارتك لأصدقائك أو أقاربك
اجعليه يحضر أي هدية لهم ولو قطعة من الحلوى ليتعلم العطاء.
8- علمي طفلك أذكارا بسيطة
وليكن ذكرا للنوم وذكرا للاستيقاظ وهكذا.
9- خصصي جزءا من مكتبته
للجانب الديني، كتبا أو قصصا مناسبة وجذابة، استخدمي
لوحا شيقة لمتابعة الصلاة، وأخرى لحفظه للقرآن ليرى
إنجازاته أمام عينيه.
10-ولو مرة في الأسبوع احكي
له قصة عن الأنبياء أو الصحابة أو موقف من التابعين، ليتعلق قلبه بهم.
تلك عشرة كاملة من النصائح
أهديتك إياها ^-^، ولتجنب أخذ صورة مثالية عني وعن بيتي فكل ما ذكرت آرائي وما
توصلت إليه عن تجربة وقراءة، أسعى جاهدة قدر
استطاعتي في تطبيقه .
والله المستعان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق